جبهة الأسواد
 مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا
 سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ
(الفتح : ٢٩) 
 عَنْ سَالِمٍ أَبِى النَّضْرِ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ 
فَسَلَّمَ عَلَيْهِ قَالَ : مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ : أَنَا حَاضِنُكَ فُلاَنٌ.
 وَرَأَى بَيْنَ عَيْنَيْهِ سَجْدَةً سَوْدَاءَ فَقَالَ : مَا هَذَا 
الأَثَرُ بَيْنَ عَيْنَيْكَ؟ فَقَدْ صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله 
عليه وسلم- وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُمْ 
فَهَلْ تَرَى هَا هُنَا مِنْ شَىْءٍ؟
 (رواه البيهاقى فى سنن كبرى ٣٦٩٨)
 عَنِ ابْنِ عُمَرَ : أَنَّهُ رَأَى أَثَرًا فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ 
إِنَّ صُورَةَ الرَّجُلِ وَجْهُهُ ، فَلاَ تَشِنْ صُورَتَكَ
(رواه البيهاقى فى سنن كبرى ٣٦٩٩) 
حدثنا
 أبو الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل التميميثنا أبو عامر موسى بن عامر بن
 خريم ثنا الوليد بن مسلم ، ثنا الأوزاعي ، عن قتادة، عن أنس قال : ذكر رجل
 عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا من قوته في الجهادوالاجتهاد وفي 
العبادة فأقبل الرجل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذينفسي بيده
 ، أتى الذي في وجهه سفعة (1) من الشيطان. ثم أقبل فسلم عليهم ، فقالرسول 
الله صلى الله عليه وسلم : هل حدثت نفسك حين أشرفت علينا أنه ليس في 
القومأحد خير منك ؟. قال : نعم ، وذهب فاختط مسجدا ، وصف قدميه ، ثم صلى 
فقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم : أيكم يقوم إليه فيقتله ؟ فذهب أبو بكر 
فوجده يصلي قال : فهابأن قتله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :. أيكم
 يقوم إليه فيقتله ؟ فقام عمرفقال : أنا أذهب إليه فوجده يصلي ، فصنع مثل 
ما صنع أبو بكر ثم رجع ، فقال علي :أنا ، فقال : ائته ، إن أدركته فذهب 
فوجده قد انصرف ، فقال رسول الله صلى اللهعليه وسلم :. إن هذا لأول قرن 
يخرج من أمتي لو قتله ما اختلف اثنان من أمتي ثم قال:. إن بني إسرائيل 
افترقت على إحدى وسبعين فرقة ، وإن أمتي ستفترق على اثنتينوسبعين كلها في 
النار إلا واحدة وهي الجماعة
 (1)سفعة : تغَيُّر إلى السَّواد
 (معجم ابن المقرئ : ج ١ ص ٣٨١ - ٤١٣)
 
 
وقوله : ( سيماهم في وجوههم من أثر السجود ) : قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( سيماهم في وجوههم ) يعني : السمت الحسن . 
وقال مجاهد وغير واحد : يعني الخشوع والتواضع . 
وقال
 ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا علي بن محمد الطنافسي ، حدثنا حسين 
الجعفي ، عن زائدة ، عن منصور عن مجاهد : ( سيماهم في وجوههم من أثر السجود
 ) قال : الخشوع ، قلت : ما كنت أراه إلا هذا الأثر في الوجه ، فقال : ربما
 كان بين عيني من هو أقسى قلبا من فرعون . 
وقال السدي : الصلاة تحسن وجوههم . 
وقال بعض السلف : من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار . 
وقد
 أسنده ابن ماجه في سننه ، عن إسماعيل بن محمد الطلحي ، عن ثابت بن موسى ، 
عن شريك ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر قال : قال رسول الله - صلى 
الله عليه وسلم - : " من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار " والصحيح أنه
 موقوف . 
وقال بعضهم : إن للحسنة نورا في القلب ، وضياء في الوجه ، وسعة في الرزق ، ومحبة في قلوب الناس . 
وقال أمير المؤمنين عثمان : ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله على صفحات وجهه ، وفلتات لسانه . 
والغرض
 أن الشيء الكامن في النفس يظهر على صفحات الوجه ، فالمؤمن إذا كانت سريرته
 صحيحة مع الله أصلح الله ظاهره للناس ، كما روي عن عمر بن الخطاب - رضي 
الله عنه - أنه قال : من أصلح سريرته أصلح الله علانيته . 
وقال
 أبو القاسم الطبراني : حدثنا محمود بن محمد المروزي ، حدثنا حامد بن آدم 
المروزي ، حدثنا الفضل بن موسى ، عن محمد بن عبيد الله العرزمي ، عن سلمة 
بن كهيل ، عن جندب بن سفيان البجلي قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم -
 : " ما أسر أحد سريرة إلا ألبسه الله رداءها ، إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر
 " ، العرزمي متروك
(كتاب تفسير إبن كاثير) 
 
 
 
 
 
Tidak ada komentar:
Posting Komentar